05-29-06, 08:06 PM
   
   
   | 
  
    
   #4
   
   | 
 
 | 
   
   
   
   
 
   
 
    
   
    
  
 
  | 
 
 
 
  
  
   
   
     
    رد: وصلني ايميل جديد
    
    
   
  
    
  
   
   
  | 
 | 
  | 
  | 
في بيتهم باب 
 
كان هناك حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل ، عاشت فيه أرملة فقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة، إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء. 
 
فالحجرة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي، غير أنه ليس لها سقف، و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة، و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ، فاحتمى الجميع في منازلهم ، أما الأرملة و الطفل  فكان عليهم مواجهة موقف عصيب. 
 
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران، و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر. فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا، وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ! 
 
 
لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء، ففي بيتهم باب ! ما أجمل الرضا، إنه مصدر السعادة و هدوء البال، و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد. 
  | 
 | 
   | 
 | 
  | 
 
  
   
     
 
  | 
 | 
 
  | 
 
 
 
 
  
 
 
  
  
  
  
  | 
 | 
 
  
  
  
  
   
   | 
 
  
  
  
  
    
  
  
  
  
  
  
  
   
  
  
  
  |